أعلنت كمبوديا مقتل 13 شخصا بينهم خمسة من القوات المسلحة الملكية وثمانية مدنيين خلال اشتباكات مسلحة مع الجيش التايلاندي صباح اليوم السبت في أول حصيلة رسمية تعلنها كمبوديا منذ اندلاع المواجهات.وذكرت المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الكمبودية مالي سوشيتا في مؤتمر صحفي أن 21 جنديا من القوات المسلحة أصيبوا بجروح متفاوتة كما أصيب ما لا يقل عن 50 مدنيا بجروح بين متوسطة وخطرة نتيجة الهجمات الذي استخدمت فيها المدفعية الثقيلة واستهدف قرية نائية.وأضافت سوشيتا أن السلطات الكمبودية قامت بإجلاء 35829 مدنيا من المناطق عالية الخطورة في أقاليم (برياه فيهير) و(أودار مينشي) و(بورسات) غربي البلاد خشية تعرضهم لهجمات جديدة قد تشمل ذخائر غير تقليدية.واتهمت الوزارة القوات التايلاندية ب"انتهاك القانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقيات (جنيف) من خلال شن هجمات عشوائية ضد السكان المدنيين وقصف قرى ومواقع دينية واستخدام ذخائر عنقودية".وكان القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي فومتام ويتشاياشاي أعلن أمس أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مدنيا تايلانديا ليبلغ إجمالي عدد القتلى من الجانبين 33 شخصا على الأقل.كما أعلنت تايلاند فرض الأحكام العرفية في مناطق حدودية متضررة محذرة من تحول الاشتباكات إلى "حرب" شاملة في وقت تباينت فيه مواقف الطرفين حيال مبادرة ايقاف إطلاق النار التي طرحتها ماليزيا بصفتها رئيسا حاليا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).وأعلنت وزارة الداخلية التايلاندية إجلاء أكثر من 100 ألف مدني من أقاليم (أوبون راتشاثاني) و(سي سا كيت) و(سورين) و(بوري رام) الواقعة شمال شرقي البلاد عقب تصاعد حاد في الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا.وتدخل الاشتباكات على الحدود التايلاندية-الكمبودية يومها الثالث وسط تصعيد غير مسبوق هو الأعنف منذ أكثر من عقد مع استمرار تبادل إطلاق النار واستخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة من الطرفين.ويأتي هذا التصعيد بعد قرار تايلاند سحب سفيرها من العاصمة الكمبودية وطرد السفير الكمبودي ردا على انفجارات ألغام أرضية أدت إلى إصابة عدد من الجنود التايلانديين حيث ادعت بانكوك أن الألغام قد زرعت حديثا وهو ما نفته بنوم بنه.يشار إلى أن التوتر الحدودي القائم منذ سنوات بين البلدين حول السيطرة على مواقع دينية وتاريخية قد تصاعد خلال الأيام الماضية إلى مواجهات مفتوحة في عدة مواقع على الخطوط الأمامية في أعنف قتال بين الجارتين في جنوب شرق آسيا منذ أكثر من عقد.ويرجع النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا إلى خلافات تاريخية حول السيادة على معبد (بريا فيهيار) والمنطقة المحيطة به الذي حكمت محكمة العدل الدولية عام 1962 بملكيته لكمبوديا فيما استمرت تايلاند في المطالبة بالسيطرة على المناطق المجاورة له. وشهدت المنطقة اشتباكات متكررة بين عامي 2008 و2011 قبل أن تهدأ الأوضاع تدريجيا.ومع ذلك ظلت التوترات قائمة وتفاقمت مؤخرا في ظل تحركات عسكرية متبادلة وزيادة الحشود العسكرية مما دفع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الدعوة لضبط النفس والحوار.