• رئيس التحرير: صلاح عبدالله العطار

  • En

الأمم المتحدة تحتضن مؤتمرا دوليا لتسوية القضية الفلسطينية ورسم خارطة طريق نحو حل الدولتين..

وسط التحديات المتزايدة التي تواجه القضية الفلسطينية واستمرار تعثر الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة تتجه أنظار المجتمع الدولي إلى منظومة الأمم المتحدة لاستضافة مؤتمر دولي رفيع المستوى لبحث سبل تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وترجمة حل الدولتين إلى واقع ملموس على الأرض.ويأتي المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين في توقيت بالغ الحساسية وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتعالي الأصوات الدولية المطالبة بإعادة إحياء العملية السلمية وإيقاف التصعيد العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي وضمان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفقا للقرارات الأممية والدولية.ومن المقرر أن يعقد المؤتمر غدا وبعد غد في مقر المنظمة الدولية بنيويورك بمشاركة عدد كبير من الدول الأعضاء وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية بالإضافة إلى خبراء في القانون الدولي وحقوق الإنسان.ويهدف المؤتمر المرتقب - برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا - إلى التوصل إلى رؤية موحدة تدفع بعملية السلام قدما وتحافظ على فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في أمن وسلام.وفي هذه المناسبة أكد مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالعزيز الواصل لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد أن المؤتمر يمثل محطة مفصلية ضمن الجهود الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والدائم ويسعى إلى رسم خارطة طريق قابلة للتنفيذ لتحقيق حل الدولتين.وشدد الواصل على أن الأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحققا من دون إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني لافتا إلى حرص القيادة السعودية الرشيدة النابع من الالتزام الراسخ تجاه القضية الفلسطينية والتي ظلت في صلب السياسة الخارجية للمملكة.وسلط في هذا المجال الضوء على دور السعودية في إطلاق (مبادرة السلام العربية) عام 2002 ومؤخرا (التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين) كجزء من تحركات دبلوماسية مستمرة لترجمة الدعم الدولي الى خطوات عملية.ولفت السفير الواصل إلى أن هناك ثمانية فرق عمل تعمل حاليا بالتنسيق مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لصياغة نتائج ملموسة تخدم هدف المؤتمر المتمثل في تنفيذ القرارات الاممية ذات الصلة بحل الدولتين.وأكد أن هناك دعما دوليا مطردا ورغبة من غالبية الدول الأعضاء في تعزيز وتفعيل هذه الجهود مما يعكس التزاما عالميا متجددا نحو تحقيق حل الدولتين.ودعا المندوب السعودي المجتمع الدولي إلى دعم نتائج المؤتمر وتحويل التوافق السياسي إلى إجراءات ملموسة على الأرض مجددا التأكيد على أن السلام يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين كضرورة استراتيجية.وفي الجانب الفرنسي أكدت مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن - كلير ليجاندر التزام بلادها القوي الى جانب السعودية بدفع حل الدولتين بوصفه المسار الوحيد القابل للتطبيق للسلام.وشددت ليجاندر أثناء الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي - الذي عقدته الجمعية العامة في مايو الماضي - على الحاجة الملحة لحشد دولي قبل انطلاق هذه المناسبة التي تهدف إلى تطوير خارطة طريق ملموسة لتطبيق حل الدولتين.وركزت المستشارة الفرنسية على ثلاث رسائل رئيسية في مداخلتها حيث دعت أولا إلى العمل الفوري لإنهاء الحرب في غزة وضمان الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن وتسهيل الوصول الإنساني الكامل.وشددت ثانيا على الضرورة الملحة لوضع الحل السياسي في المقدمة محذرة من التوسع الاستيطاني وعنف المستوطنين والجهود الرامية إلى إضعاف السلطة الفلسطينية التي تقوض حل الدولتين.ووصفت ليجاندر ثالثا المؤتمر بأنه "نقطة تحول محتملة" داعية إلى ترجمة الالتزامات إلى عمل واتخاذ خطوات لا رجعة فيها فيما يتعلق بحل الدولتين.ويهدف المؤتمر - وفقا للمذكرة المفاهيمية الصادرة عن الجهات المنظمة - إلى حشد الزخم من خلال البناء على المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية واعتماد تدابير ملموسة لتعزيز احترام القانون الدولي ودفع سلام عادل ودائم وشامل يضمن الأمن للجميع والتكامل الإقليمي.ويشكل المؤتمر منصة لإعادة تأكيد الدعم الدولي لحل الدولتين والتخطيط والتنسيق لتنفيذ هذا الحل والهدف الأسمى المتمثل بإنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية.وسيتألف المؤتمر من موائد مستديرة وجلسة عامة تتضمن بيانات افتتاحية من رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة فيلمون يانغ والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيسين المشاركين (السعودية وفرنسا) وبيانات من ممثلي الدول والمراقبين وجزءا ختاميا.ومن المتوقع أن يتبنى المؤتمر وثيقة ختامية بعنوان (التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين) لرسم مسار لا رجعة فيه نحو التسوية السلمية لهذه القضية وتطبيق حل الدولتين على وجه السرعة.