اعرب رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي محمد تكالة اليوم الثلاثاء عن رفضه إجراءات مجلس النواب الليبي بشأن الجيش تعقيبا على تعيين القائد العام لقوات الشرق الليبي خليفة حفتر نجله خالد رئيسا للأركان العامة لقواته خلفا للفريق عبدالرازق الناظوري.وذكر المجلس في بيان أن ذلك جاء في رسالة بعثها تكالة إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هانا سيروا تيتيه اعتبر فيها أن هذا التعيين خرق للاتفاق السياسي الليبي.كما اعرب عن رفضه "الإجراءات الأحادية" لمجلس النواب بشأن تعيين المناصب القيادية قائلا إنه "حرصا من المجلس الأعلى للدولة على استقرار البلاد فإنه يخطر بعثتكم بقيام مجلس النواب مؤخرا باتخاذ إجراءات أحادية الجانب تتعلق بتعيين أو تكليف مناصب قيادية عليا في المؤسسة العسكرية دون أي تشاور أو توافق مع المجلس الأعلى للدولة".وشدد على أن "ما قام به مجلس النواب يعد خرقا مباشرا وصريحا للاتفاق السياسي الليبي الموقع بمدينة الصخيرات (المغربية) في 17 ديسمبر 2015 (بين أطراف النزاع الليبي آنذاك)".وعبر تكالة عن رفضه الكامل لهذا الإجراء مؤكدا أن "هذه الخطوة الأحادية تقوض أساس الشرعية الدستورية ومدنية الدولة وتهدد بتوسيع حالة الانقسام داخل المؤسسات السيادية بما في ذلك المؤسسة العسكرية وتضعف من فرص إعادة توحيدها وفق ما نصت عليه خريطة الطريق والمسار السياسي المدعوم من البعثة الأممية.وخلال جلسة رسمية له الاثنين صوت مجلس النواب على اعتماد تعديل القانون رقم (1) لسنة 2015 بشأن تعديل صلاحيات المستويات القيادية بالجيش الليبي وبموجب التعديل أحدث النواب منصب "نائب القائد العام للقوات المسلحة (قوات الشرق)" وهو المنصب الذي أوكل إلى صدام نجل القائد العام لقوات الشرق خليفة حفتر.وخلال الجلسة نفسها صوت مجلس النواب على تكليف الناظوري مستشارا للأمن القومي وهو الذي كان يشغل رئيس الأركان العامة المنصب الذي كلف حفتر الأب نجله خالد الثلاثاء بتوليه.وتقود بعثة الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة أعوام جهودا لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية عبر حوارات تشرف عليها بين عسكريين فيما يعرف بلجنة "5+5" المكونة من خمسة عسكريين يمثلون غرب البلاد وخمسة آخرين يمثلون قوات الشرق بقيادة خليفة حفتر.وإلى جانب الحوار العسكري تقود البعثة الأممية أيضا جهودا أخرى تهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق) التي تدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب والأخرى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب) التي تدير منها كامل غرب البلاد.